ما حکم الزانی المتزوج
الزنا محرّم أشدّ التحریم، ویعتبر فاحشة عظیمة، وهو کبیرة من الکبائر، واتّفق العلماء على تحریمه، وأدلّة تحریمه ثابتة فی القرآن والسنة، نذکر منها ما یأتی:
یقول -سبحانه وتعالى-: (وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ کَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِیلًا). یقول -سبحانه وتعالى-: (الزَّانِی لَا یَنکِحُ إِلَّا زَانِیَةً أَوْ مُشْرِکَةً وَالزَّانِیَةُ لَا یَنکِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِکٌ ? وَحُرِّمَ ذَ?لِکَ عَلَى الْمُؤْمِنِینَ).
یقول -سبحانه وتعالى-: (وَالَّذِینَ لَا یَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَ?هًا آخَرَ وَلَا یَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِی حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا یَزْنُونَ ? وَمَن یَفْعَلْ ذَ?لِکَ یَلْقَ أَثَامًا)
الأصل فی حرمة الزنا لغیر المتزوج وردت فی القرآن الکریم فی قوله -تعالى-: (الزَّانِیَةُ وَالزَّانِی فَاجْلِدُوا کُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ)، عقوبة المتزوج وردت فی السُّنة، فقد روى ابن عمر -رضی الله عنه-: (أنَّ رَسولَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ علیه وسلَّمَ- رَجَمَ
فی الزِّنَى یَهُودِیَّیْنِ، رَجُلًا وَامْرَأَةً زَنَیَا، فأتَتِ الیَهُودُ إلى رَسولِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ علیه وسلَّمَ- بهِمَا).
حد الزنا على المتزوج الزانی المُحصن: هو المتزوّج الذی وطأ زوجته فی قبلها بنکاحٍ صحیحٍ، وکانا بالغین، عاقلین، حرّین، ثم زنا بامرأة أخرى، ویظهر من ذلک أنّ للإحصان خمسة شروطٍ، وفیما یأتی بیانها:
الوطء فی القُبُل، بحیث یسبق إقدامه على الزنا وطْء زوجته. الوطء بنکاحٍ صحیحٍ. البلوغ لکلا الزوجین. الحریّة لکلا الزوجین. العقل لکلا الزوجین. فإذا تحقَّقت تلک الشروط الخمسة فی الزانی، فإنّه یکون حینها متزوجاً مُحصناً، وحکم الزانی المتزوج
(المحصن) الرجم حتى الموت.
وقد روى أبو هریرة -رضی الله عنه- أنَّ رجلاً جاء النبی -صلى الله علیه وسلم- وهو فی المسجد، فاعترف على نفسه بالزنا فقال: (یا رَسولَ اللَّهِ، إنِّی زَنَیْتُ، فأعْرَضَ عنْه، فَلَمَّا شَهِدَ علَى نَفْسِهِ أرْبَعًا قالَ: أبِکَ جُنُونٌ؟ قالَ: لا، قالَ: اذْهَبُوا به فارْجُمُوهُ.
قالَ ابنُ شِهابٍ: فأخْبَرَنِی مَن سَمِعَ جابِرَ بنَ عبدِ اللَّهِ قالَ: کُنْتُ فِیمَن رَجَمَهُ بالمُصَلَّى).
وفیما یتعلق بثبوت الزنا على فاعله، فإنّ ذلک یتحقق بأحد أمرین: إمّا بإقراره بالفعل، أو بالشهادة، ولأنّ الاتهام بالزنا سیءٌ فی حقّ کلّ من الرجل والمرأة، فإنّ الله -تعالى- قد شدَّد فی شروط قبول الشهادة فیه، فیُشترط فیها أن تکون بأربعة شهداء،
کلّهم بالغون وعاقلون، وجمیعهم عدول أیضاً، کما یُشترط فیهم الإسلام جمیعاً، ولا بدّ للشهود لکی تُقبل شهادتهم أن یعاینوا الفعل ویصرّحوا به، وأن یشهدوا جمیعاً فی مجلسٍ واحدٍ، وتعدّ الذکورة شرطاً فی الشهادة على الزنا، ولا یجوز فی
الشهادة فی الزنا التقادم کذلک.
مخاطر زنا المتزوجین على المجتمع إنّ للزنا مفاسد کبیرة وأضرار عظیمة على المجتمع، وفیما یأتی ذکر بعضها:
اختلاط الأنساب، وانتشار الفساد بسبب عدم حفظ الأعراض. التسبب بظلم الآخرین. إضاعة الأهل والمال. قطیعة الرحم. انتشار الأمراض النفسیة والجسدیة. الفقر، وانتشار الکُره بین الناس. ملخّص المقال: الزنا فاحشةٌ عظیمة وحکمها التحریم؛
لأنَّ فیها اختلاط الأنساب، وفساد للمجتمعات، والاستهانة بحدود الشریعة، وکثرة الأمراض، کما أنَّ حکم الزنا للمتزوج أشدُّ حُرمة، ویترتب علیه عقوبة الرجم حتى الموت.